الخصوصية…ربما معظمنا –كعرب– لا يعطي هذه الكلمة أي أهمية تذكر في ظل انتشار الانترنيت السريع !
إلا أن في عصر التقنية هذا أصبحت من أهم الأشياء على الإطلاق بالنسبة للفرد…نعم أهمها, ببساطة ﻷنك –أحيانا– تنشرها بوعيك أو دون وعيك على شبكة الأنترنيت ,بعملك أو دون علمك !!! نعم فجهازك الذكي الذي تمتلكه في بيتك أو في جيبك ما أدراك مايفعل في الخفاء ؟!
هل هو آمن ﻷن أثق فيه هذا الوثوق الأعمى ؟
كشف مؤخر أحد التقنيين وجود برنامج مخبأ سرا في معظم الأجهزة الذكية على وجه العموم والذي يدعى “Carrier IQ” والذي يقوم ببساطة بإرسال موقعك الجيوغرافي بالإضافة إلى تسجيل جميع ضغطاتك على لوحة المفاتيح أي كل ماتكتب سواء رسائلك الشخصية أو كلمات سرك التي تفترض أنه لايعرفها سواك !
– ماهو الـ Carrier IQ هذا ؟؟
برنامج صغير تم تثبيته داخل جهازك الذكي وبالكاد تستطيع أن تتعرف عليه أنه موجود على جهازك فضلا عن أنك لاتستطيع أن تتحكم به أو تحذفه !, يقوم بتسجيل كل كلمة تكتبها في بحثك, في رسائلك, في تسجيل الدخول لبريدك الإلكتروني أو حساب فيس بوك الخاص بك…كل ضغطة صغيرة تقوم بإدخالها يقوم هو بالمقابل بتسجيلها وعدها عليك !!
فيما أدعت الشركة المطورة للبرنامج بأن غرض البرنامج هو إحصائيات وتحاليل عامة عن جودة الخدمة لتحسينها وتطويرها ليس أكثر….ولكن هل حقا تحتاج حتى لتسجل ماذا أكتب حتى تعطيني خدمة أفضل !!!
إلا أن الكارثة الكبرى أن هذا البرنامج موجود في معظم أجهزة الأندرويد لكبار الشركات كـ(HTC, SAMSUNG, SONY, MOTOROLA)
حتى أصحاب البلاك بيري أو نوكيا ليس في مأمن منه أيضا !
– حتى بتصفحي للموقع بصيغة HTTPS الآمنة يمكن أن يتم التجسس علي ؟؟
همم…نقول لهؤلاء الأشخاص, صحيح أن وجود حرف “S” يدل على تشفير البيانات المرسلة عن طريق الويب لضمان عدم كشفها من طرف ثالث ولكن هذا لايعني أبدا أنك آمن بدرجة 100% !!
هل تعلم أن بعض المواقع تضع اسمك وكلمة السر في الرابط الذي يظهر أعلى المتصفح !!!…ولكن لا أحد يطلع عليه…ماذا عن Carrier IQ ؟؟؟ فضلا عن “الكعكات” التي يتم تخزينها على المتصفح ؟!
فيما أدعت الشركة للعلن وصرحت أن البرنامج لايقوم أبدا بتسجيل ضربات لوحة المفاتيح أو أي شيئ آخر سوى تسجيل أداء الجهاز لكن ربما هذا الفيديو يثبت العكس !
إذن حتى بتصفحك HTTPS أو باستخدام شبكة انترنيت معينة لايعني هذا أنك آمن بنسبة 100%
كما أدعت أيضا الشركة المصنعة أنك بمجرد أن تنزع شريحة الاتصال GSM من الجهاز يتوقف البرنامج عن العمل إلا أن الحقيقة أثبتت أيضا العكس ! ثم ماذا عن من يستخدم شبكة CDMA الذين لايملكون شريحة كهذه !!!
للأسف الخلاصة أنك لاتستطيع التخلص من هذا البرنامج بشتى الوسائل….إلا أن مستخدمي أندرويد محظوظون قليلا !…نعم, فبإمكانهم عمل “روت” لجهازهم ثم تنزيل نسخة مطبوخة من “الروم” نظام الأندرويد مصنوعة بإيدي أناس خبراء خالية من أي برامج تجسسية أو مخفية تعمل دون علمك ولعل أشهرها “سيانوجين مود | CyanogenMod”
ولعمل ذلك ربما بإمكانك الإطلاع على أشهر موقع يقدم لك هذه الأدوات مع الشرح XDA أو الذهاب إلى خبير في أجهزة الأندرويد ﻷنك ربما تعرضه بنفسك لخطر فقدان الجهاز إن أخطأت في العملية فيقوم هو بذلك.
وهنا نأتي لسؤال “أيهما أفضل الرومة الرسمية أم المطبوخة” ؟
وهل ستقوم فعلا بتبديل نظام الأندرويد الخاص بك ﻷجل هذا الخبر أم أنه لا يشكل لديك أي مشكلة وجود هكذا برنامج في جهازك ؟؟؟
شاركنا برأيك.